تستمر القنابل بالسقوط على منازلنا و مستشفياتنا، ومع مواصلة حكومات مثل بريطانيا تزويد التحالف الذي تقوده السعودية بالسلاح، فإن معاناتنا سوف تمتد بلا توقف .. منذ سنوات و هناك حكومات تعارض إنشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة في انتهاكات الصراع باليمن، يجب أن يتغير هذا الموقف فوراً.
تعليقاً على حكم المحكمة العليا البريطانية لصالح بيع الحكومة البريطانية الاسلحة للسعودية
كتبت رضية المتوكل، المدافعة اليمنية عن حقوق الانسان ومؤسسة منظمة مواطنة لحقوق الانسان في اليمن، وهي عضو في منظمة كنترول ارمز.
10 يوليو 2017
نحو عامين ونصف حتى الان والمدنيون في اليمن يتعرضون لوابل من القصف بشكل شبه يومي. شكلت المدارس والمستشفيات والأسواق والمنازل السكنية اهدافاً لهذا القصف الذي امتد ليطال وبشكل متعمد حتى حفلات الاعراس وتجمعات العزاء. لقد رأيتُ هذا بعيني كيمنية، شاهدتُ بلدي يشتعل ويجتاحني اليأس ونحن الان نقترب أكثر وأكثر من مجاعة.
لقد أدى تدمير امدادات المياه الأساسية الى انتشار مرض الكلوليرا -الوباء الذي كان قد تم استئصاله في اليمن-، كما ان دمار البنية التحتية للخدمة الطبية تركنا تقريباً بلا شيء لمواجهة هذا المرض المميت.
إن ما نحن بحاجة ماسة اليه من المجتمع الدولي هو المساعدات الإنسانية، ودعم عملية السلام والدفع نحو المساءلة، لكننا بدلاً عن ذلك حصلنا على المزيد من القنابل. ففي يوم الاثنين العاشر من يوليو تموز الحالي، اصدرت المحكمة العليا في بريطانيا حكماً يؤيد الحكومة البريطانية ضد حملة قادتها منظمات المجتمع المدني لمناهضة بيع الأسلحة. شكلت هذه المنظمات دعوى قانونيةً في محاولة لإيقاف تزويد المملكة العربية السعودية بالسلاح. وفي حكم مثير فعلاً للحيرة قررت المحكمة انه من حق الحكومة البريطانية أن تقرر دون اعتراض بشأن السماح بأن تستمر او لا تستمر في تزويد الأسلحة للسعودية (التي تخوض حرباً في اليمن).
لم يعطي هذا الحكم أي اعتبار لحياتنا.
تستمر القنابل بالسقوط على منازلنا ومستشفياتنا، ومع مواصلة حكومات مثل بريطانيا تزويد التحالف الذي تقوده السعودية بالسلاح، فان معاناتنا سوف تمتد بلا توقف. منذ سنوات وهناك حكومات تعارض انشاء لجنة تحقيق دولية مستقلة في انتهاكات الصراع باليمن، يجب ان يتغير هذا الموقف فوراً.
أبلغتنا “حملة وقف بيع الأسلحة” انها تخطط لاستئناف هذا الحكم، نرحب بهذا الموقف وبجهود كل المنظمات المستمرة في حملتها المناهضة لبيع القنابل والأسلحة الأخرى التي تستخدم ضد المدنيين الأبرياء في اليمن. ان انسانيتهم تشكل بعض العون لنا. أدعوكم للانضمام الى هذه الجهود في مطالبة الحكومات بوقف تزويد كل أطراف الحرب في اليمن بالأسلحة المميتة. إن حياتنا تعتمد على هذا الجهود.
* نُشرت هذه التدوينة في موقع كنترول ارمز بتاريخ 10 يوليو 2017