أضحى مبارك لكل المدنيين والمدنيات

عيد جديد، ولازلنا مع ملايين اليمنيين في حالة انتظار. إن العيد، على قدسية الأعياد الدينية، وأهميتها، في اليوم الذي تضع فيه الحرب أوزارها. تتلاقى القلوب، ويلتم الشمل.

لذا يبقى كل عيد، دعوة لفتح الطرقات، وتخفيف المعاناة عن مئات الأسر، التي تقف عالقة في الأودية والشعاب لساعات، وهي في طريقها للقاء الأحبة والأهل. كل عيد، مناسبة للتذكير بالأمهات والأبناء والأزواج؛ الذين حرموا من الفرحة، فقط لأن هناك من أطراف النزاع، من لا يزال يحتجز الناس أو يغيّبهم على ذمة هذه الأزمة.

كل عيد- بالنسبة لنا في مواطنة لحقوق الإنسان- فرصة، لدعوة أطراف النزاع لإصلاح ما يمكن إصلاحه في المنظومة السياسية الفاسدة، نبذ خطاب الكراهية والشقاق. على اليمني يؤمن بأخيه اليمني، الحل بأيدينا، لا في يد الآخر، الواقف خلف الكواليس، أو القادم من وراء الحدود.

نذكّر- أيضًا في مواطنة- بالوضع الاقتصادي الكارثي، للغالب الأعم من الشعب اليمني. كيف حوّلت هذه الحرب آمال اليمنيين وأفراحهم إلى كوابيس. إن أي خطوة باتجاه فتح منافذ البلد، وموانئه ورفع الحظر عن دخول السلع الأساسية، وصرف رواتب الموظفين، وإيقاف نزيف العملة، من شأنه أن يخفف الأثر السلبي لهذا الاحتراب العبثي.

وأخيرًا، نوجه التهنئة إلى المدنيين والمدنيات، أولئك الذين لا يكلون ليل نهار، في شق طريقهم إلى النور، إلى البناؤون في أوقات الخراب، والصُنّاع في أوقات الهدم، الأطباء في أزمنة النزيف، والحرفيون في أوقات العطالة. أضحى مبارك، كل عام وأنتم/ وأنتن بألف خير.

‍