مواطنة: قمع الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية يمثل انتكاسةً للحريات

على النخبة في واشنطن الاصغاء إلى صوت الضمير الذي عبرت عنه التظاهرات الطلابية

April 28, 2024
Pro-Palestinian students protest on the campus of the University of Texas in Austin, Texas, the United States. [Suzanne Cordeiro/AFP]
Pro-Palestinian students protest on the campus of the University of Texas in Austin, Texas, the United States. [Suzanne Cordeiro/AFP]

قالت مواطنة لحقوق الإنسان، في بيان لها اليوم، إن مصادرة حرية التعبير وقمع احتجاجات مناهضة للحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في عدد من الجامعات الأمريكية من قبل قوات الشرطة الأمريكية، يُمثل انتكاسةً مفزعة للحريات التي كفلتها القوانين الدولية والتشريعات الأمريكية، والتي سبق وأن قدمت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها كرائدة وحامية لها على مستوى العالم.

وقالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الانسان: "في الوقت الذي كان يجدر بالإدارة الأمريكية وقف دعمها السياسي والعسكري السخي لإسرائيل وحربها المروعة ضد الفلسطينيين، ومنحها الضوء الأخضر لتستمر في قتل وجرح وتجويع عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، ذهبت إلى قمع واعتقال طلاب وأساتذة الجامعات الأمريكية المشاركين في الاحتجاجات".

ودعتْ المتوكل السلطات الأمريكية الحاكمة ومعها الكونجرس الأمريكي، إلى أخذ العبرة من الحكومات التي قمعت حريات التعبير في مناطق الشرق الأوسط، والتي انتهى بها المطاف بشكلٍ مخزٍ.

وكان طلاب في جامعة كولومبيا بنيويورك، نظموا تظاهرة احتجاجية، في 18 أبريل/ نيسان الجاري، في حديقة الحرم الجامعي، للتنديد باستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة؛ طالب خلالها المحتجون بإيقاف الحرب، ووقف التمويل الأمريكي المستمر للحكومة الاسرائيلية، قبل أن تتدخل الشرطة الأمريكية لفض الاعتصام واحتجا ز العشرات من الطلاب المحتجين بناءً على طلب رئيسة الجامعة.

وخلال الأيام التالية، تواصلت الاحتجاجات الجامعية في جامعة كولومبيا، ثم امتدت لتشمل جامعات أمريكية أخرى، في العديد من المدن الأمريكية، منها جامعات نيويورك وييل وستانفورد وجورج تاون وتكساس، ونورث كارولينا، وجامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنلوجيا، وتصاعدت الاحتجاجات الطلابية بممارسات مع قيام قوات الشرطة بفض الاعتصامات بالقوة واحتجاز المشاركين فيها، في ظل خطاب سلطوي اتسم بالتحريض على المشاركات والمشاركين فيه وتخوينهم.

ودانت مواطنة، في بيانها، لجوء السلطات الأمريكية إلى احتجاز الطلاب وأساتذتهم المشاركين في الاحتجاجات المنددة بالجرائم التي ترتكبها القوات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، والدعم الأمريكي المستمر لحكومة اسرائيل ولسلوكها في تقويض كل ما له صلة بحياة الفلسطينيين، وقمع المطالبين بوضع حد للمجازر والانتهاكات المروعة التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بمباركة ودعم أمريكي، كان آخره إقرار الكونجرس الأمريكي لحزمة مساعدات جديدة لإسرائيل بقيمة 26.4 مليار دولار، والذي تزامن مع الكشف عن مقابر جماعية للمئات من الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية خلال عملياتها التي طالت مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر في قطاع غزة.

وأضافت مواطنة: في الوقت الذي كان يتوجب على النخبة الأمريكية الحاكمة الإصغاء إلى صوت الضمير الإنساني الذي خرج من قلب الجامعات الأمريكية، وإعلان التراجع عن كافة أشكال الدعم المقدمة كشيك على بياض للجرائم الإسرائيلية المروعة المُرتكبة ضد الفلسطينيين، والمبادرة إلى الإسهام في وضع حد لتلك الجرائم، ومساندة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وحماية الحق في التظاهر السلمي، عوضًا عن قمع المحتجين في الجامعات واعتقالهم، وتوجيه الاتهامات الخطيرة لهم بمعاداة السامية والتحريض عليهم، لترويعهم وتصميتهم، في سلوكٍ بائس ومشين كَشَفَ القناعَ عن اختلال معاييرها وادعاءاتها مناصرة وحماية حقوق الإنسان.

ودعت مواطنة لحقوق الإنسان، كافة المنظمات والجهات الفاعلة حول العالم، إلى التحرك الفاعل من أجل منع الممارسات القمعية التي ترتكب بحق طلاب الجامعات، وصون حقوقهم في التعبير والتظاهر السلمي والاستماع إلى مطالبهم المشروعة والاستجابة لها، والإفراج الفوري عن المحتجزين، كما دعت إدارات الجامعات إلى احترام حق الطلاب في الاحتجاجات السلمية وعدم اعتراضهم أو اتخاذ إجراءات تعسفية ضدهم، وصون حقوقهم المكفولة.

يذكر أن الولايات المتحدة الامريكية انحازت لصالح إسرائيل في حربها ضد المدنيين في قطاع غزة بشكل فج رغم الجرائم والانتهاكات الجسيمة المروعة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والتجويع، متجاهلةً مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني، استنادًا على ثقتها من الإفلات من العقاب وعلى الدعم المستمر والمفتوح الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لها، بصورةٍ تجعل الولايات المتحدة شريكةً في تلك الجرائم، وعلى نحوٍ يتناقض جذرياً مع ادعاءاتها الكثيرة حول دعمها ورعايتها والتزامها بحقوق الانسان.