تم نقله من اليمن إلى السعودية بحسب مسؤولين
بدر (اسم مستعار- 45 سنة)، كان مغتربًا في السعودية، إذ عمل مكانيكيّ سيارات، وأسرته، أبوه، إخوته، جميعهم يعيشون معه هناك، وليس لديه في اليمن أحد، فغالبية أهاليه مغتربون في دول الخليج.
رُحّل من قبل السلطات السعودية، قبل حوالي ست سنوات، بعد أن نشب بينه وبين أحد السعوديين خلاف. وبعد فترة من الاغتراب، عاد لتجهيز منزل لأسرته، لكن تم احتجازه.
ففي الثاني من أبريل/ نيسان 2018، احتُجز من ورشته، عند حوالي الساعة الـ11:00 صباحًا، دون أن يعرف سببًا لذلك. أصحاب المحلات القريبة من المكان أبلغوا أحد أقاربه، بأمر احتجازه، وأنّ 19 فردًا يستقلون عربة عسكرية (طقم)، ملثّمين، قاموا باحتجازه.
بعد متابعات من قريبه، عرف أنه موجود في معسكر القطن، وهناك سمح له قائدُ المعسكر بزيارة بدر، كما سمح بإدخال الطعام والفراش له، وأثناء مقابلته، أخبر بدرٌ قريبَه بأنه لا يعلم سبب احتجازه، وأن قائد المعسكر هو الآخر، لا يعلم بالتهم.
في اليوم التالي، عاد قريبه لزيارته في المعسكر، فأخبره قائده، أنه تبعًا لتوجيهات جاءتهم من التحالف بقيادة السعودية، تم نقل بدر إلى المنطقة العسكرية الأولى بسيئون. فعاد للمنزل، وتحرك في اليوم التالي إلى إدارة أمن سيئون، وحاول الدخول لقيادة المنطقة، لكنهم هناك منعوا عنه الزيارة ولم يسمحوا له بالدخول.
وهكذا ظل بدر مختفيًا مدة أربعين يومًا. قام قريبه بتقديم طلب إفراج لوكيل نيابة سيئون، وطلب زيارته، لكنه رفض التوقيع على طلب الزيارة والإفراج، وأخبرهم أنه لا يتدخل في أمر المحتجزين المطلوبين للتحالف، وليس لديه سلطة عليهم، لكنه وعدهم بالتأكد من مكان احتجازه.
وبعد أن أجرى الوكيل اتصالاته، أكّد أنه متواجد في السجن الطيني، وأن على قريبه التوجه إلى هناك لمتابعة أمر زيارته. بعد بحث، استطاع قريب بدر الوصول لهاتف قائد القوات السعودية بسيئون، وتحدث معه عن قصة قريبه، وبرغبته في زيارته، فسأل عن عدد الذين يريدون زيارته، فأخبره أنّ عددهم سبعة، وبعد ساعات عاود الاتصال، وأخبرنا أن علينا زيارته في السجن الطيني، وفعلًا توجه الجميع إلى هناك.
يقول قريبه:
"عند زيارتنا له أخبرنا أنه كان متواجد بالسجن الطيني لما يقارب الأربعين يومًا، وهناك حقّق معه جنود سعوديون، بحسب لهجتهم، وأنه تعرض للتعذيب، لكنه لم يذكر مزيدًا من التفاصيل، بسبب الحراسات الأمنية المرافقة.
أخبرنا أنه بريء، وأن تهمة القاعدة الملصقة به ملفقة. كانت آثار التعذيب واضحةً على رقبته وأظافر أصابعه، إذ تم اقتلاع بعضها، ويده اليسرى مربوطة بضمادة، فقال إنه مصاب بكسر في الكتف، وأن السجناء في السجن الطيني، هم من عالجوه".
استمر قريب بدر بزيارته، في الشهر مرة، مدة قاربت السنة والنصف، أثناء وجوده في السجن الطيني بسيئون، ولم يتم خلال هذه الفترة عرضه على النيابة، حتى جاء وباء كورونا، فمنعت عنه الزيارة مدة ستة أشهر، ثم عاودوا السماح بزيارته، حتى ديسمبر/ كانون الأول 2020، ومن ثَمّ تم إخبار أقاربه أنه تم ترحيله إلى السعودية، وانقطع التواصل معه بعدها.