لا توقيتَ أفضل من العيد لنتذكر

الخميس, 5 يونيو/حزيران, 2025
لا توقيت أفضل من العيد لنتذكر
لا توقيت أفضل من العيد لنتذكر
Tweet
Share on Facebook
Share on Facebook
Share on Facebook

تتشابه معظم الأيام، ويبقى العيد تذكرة سفرنا الدافئة نحو الفرح والبهجة والأمان. وفي هذه الأيام المباركة، يطيب لـ"مواطنة لحقوق الإنسان"، أن تتقدّم بأصدق التهاني لجميع اليمنيين واليمنيات خاصة، وللمسلمين في كافة أنحاء العالم، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، سائلين المولى عز وجل أن يعيده على الجميع بوافر الصحة والعافية، وأن يَمُنّ بالسلام والأمان على بلادنا وكل بلدان العالم.

نعم، قد تتشابه الأيام في رتابتها، لكن العيد يأتي كبقعة ضوء، نشعر فيه بانحسار ظلمة الحزن والقلق عن القلوب، ويكافح الجميع، كلٌّ من موقعه، لاستقباله بشهية مفتوحة للبهجة، مُتشاركين أطيب المشاعر والأمنيات الصادقة حتى مع من لم تجمعنا بهم سابق معرفة.

في العيد، تتصافح الأيدي وتتعانق الأرواح بلا حواجز أو رُتب، تتلاشى المسافات المصطنعة بين الأفئدة، وتذوب الفوارق السياسية والمذهبية والفكرية والاجتماعية، لنعود جميعًا إلى جوهرنا، وإلى حقيقتنا الأزلية وقاسمنا المشترك الأسمى: الإنسانية.

ورغم غمرة المشاعر النبيلة التي يوحدنا فيها العيد، من الواجب علينا أن تتجه قلوبنا وأفكارنا ومواقفنا بمزيدٍ من الإلحاح إلى أولئك الذين حالت قسوة الحرب ومصادرة حقوقهم وكرامتهم دون مشاركتهم هذه الفرحة، وأن نجدّد الدعوة لإعلاء قدسية الإنسان وتمتّع الجميع بحقوقهم كضرورة أساسية للحياة، لا كمكرمة هامشية أو رفاهية يمكن الاستغناء عنها.

ولا توقيت أنسب من العيد لنتذكر قهر المغيّبين خلف قضبان المعتقلات، والمختفين قسرًا دون محاكمات ومسوّغات قانونية، والشعور بالجزع الذي يعتصر قلوبهم وقلوب أسرهم وذويهم وهم يعيشون الانتظار المرير.

لا توقيت أصدق من العيد ليتألم وجداننا على مأساة المتغربين عن أرضهم، والمُبعدين عن دفء ديارهم ومدنهم إلى عراء المخيمات، أولئك الفارّين من حقولهم التي استحالت أرضًا يبابًا لا ينبت فيها سوى الموت، بسبب الألغام ومخلّفات الحرب التي ابتلعت آلاف الهكتارات.

ومع بهجة العيد، كيف ننسى أولئك الذين تقطّعت بهم دروب الوصل وهم محاصرون أمام مطارات موصدة وطرق مقطوعة تجبرهم على سلوك طرق بديلة وطويلة، على أمل الوصول إلى منافذ برية يتزاحمون فيها لأيامٍ وليالٍ... وكلّ حلمهم أن يعبروا نحو منزلهم الدافئ، ليقضوا العيد بين أحبّتهم.

العيد هو الميقات الأمثل لنجدد تضامننا ومساندتنا لكل الضحايا الذين صودرت حقوقهم بشكل تعسفي، في انتهاك صارخ تدينه كل الأديان والمواثيق والأعراف.

فلنوحد أصواتنا، لنجعل من هذا العيد مناسبة متجددة للتمسك بمبادئ حقوق الإنسان، وصون كرامته، وحمايته من كل أشكال الاضطهاد، والسعي معًا نحو مستقبل تُصان فيه جميع الحقوق، وتُحتَرم فيه كل الحريات.

 

وكل عام وأنتم بألف خير.