عائلة صدام: نراه في أحلامنا
لا يجرؤ صدام (34 سنة)، على التخاطب مع الناس، بسبب إصابته بالرهاب. لا ينتمي لأي حزب سياسي أو تنظيم مجتمعي، ولا يحمل بطاقة هوية شخصية.
يوم الأحد التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2018، تواصل مع أسرته أثناء عمله في مزرعة، يقوم فيها بالانتباه لمنحل، في منطقة شفر، مديرية عبس، محافظة حجة. أخبرهم أيضًا أنه سيزورهم في اليوم التالي، إذ أنه نشبت بينه وبين صاحب المزرعة مشكلة ما.
وفي اليوم التالي، انطلق بدراجته النارية، من المزرعة صوب المنزل، فتم إيقافه عند حوالي الساعة الـ11:30 صباحًا بإحدى النقاط التابعة لجماعة أنصارالله (الحوثيين)، لأنه لا توجد معه بطاقة إثبات هوية شخصية.
وفي يوم الأربعاء 12 ديسمبر/ كانون الأول، وصل إلى أسرة صدام نبأ أنه محتجز في القسم الأبيض بمديرية عبس، محافظة حجة، لسبب لا يعلمونه، ولذا قام أحد مشائخ المنطقة بالتواصل مع السجن المذكور، فأخبروه أنه موجود لديه، وأن قضيته غير معروفة.
بعد شهر ونصف، تواصل بهم أفراد من قسم الشرطة المحتجز فيه، وطلب منهم التوجه لمشائخ المنطقة ليطالبون بالإفراج عنه، لكن عندما تواصل مع القسم أحد المشائخ، أنكروا معرفتهم بالمحتجز، ومنذ ذلك الحين وأسرته لا تعلم عنه شيئًا، وهل لا يزال متواجد لديهم أم تم نقله إلى مكان آخر.
لا يعلم أحد التهمة الموجهة للضحية. والآن مرت سنتين ونصف، ولا يزال مصيره مجهولًا. تصل إلى أسرته تكهنات من أنه قد يكون في أحد سجون حجة، أو تم نقله إلى السجن الحربي بحدة (صنعاء)، ولأن أفراد عائلته فقراء، لا يستطيعون أن يتحملوا تكاليف التنقل، والبحث عنه.
يقول أحد أقربائه:
"طرقنا باب محافظ المحافظة، وتم إرسال بعض المذكرات إلى جهات مسؤولة، ولكن لم يعد إلينا أخي خبر. وحسب قول أحد المعنيين، فأنه حتى تم إتلاف ملفه الموجود في السجن الأبيض بحجة. نراه في أحلامنا مسجونًا في سجن له درج وجسور، على قمة جبل مرتفع، في مكان لا نعرفه، في منطقة يمنية لا نعرفها".