خطوةٌ نحو رؤية وطنية للإنصاف والمساءلة وجبر الضرر
تحتفي منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، اليوم الخميس الموافق 26 سبتمبر/ أيلول 2024، بإطلاق "منتدى العدالة الانتقالية"، وهو ائتلاف مدني مستقل، يهدف لخلق مساحة مفتوحة للحوار وتبادل الخبرات والمعارف بين مختلف الأطراف والفئات الفاعلة في المجتمع اليمني.
يأتي الإعلان عن المنتدى -الذي يستهل أعماله اليوم- في إطار جهود مواطنة لدعم مسار العدالة الانتقالية في اليمن من خلال العمل على توفير مدخلات سليمة لتوجيه برامج العدالة الانتقالية في مرحلة ما بعد النزاع واشراك المجتمع بفئاته المختلفة في هذه العملية، عبر توفير منبر يشمل منظمات المجتمع المدني، والنقابات، والاتحادات، والمبادرات المستقلة، إضافة إلى وسائل الإعلام، والضحايا، والمحامين، والصحفيين، والخبراء القانونيين، والمهتمين والمختصين في مجال حقوق الإنسان.
المنتدى، الذي تُيِّسر أعماله منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، يسعى إلى خلق نقاشات بناءة حول قضايا العدالة الانتقالية بما في ذلك المصالحة الوطنية والمساءلة وجبر الضرر واعمال الحق في معرفة الحقيقة والعدالة الاجتماعية وضمانات عدم التكرار وغيرها، وذلك للخروج برؤى وطنية تشاركية شاملة لمتطلبات العدالة الانتقالية المنشودة في اليمن، مع التركيز على دور المجتمع المدني في تحديد الأولويات والحلول الممكنة لمواجهة التحديات المستمرة التي تواجه اليمن المثقل بتراكمات سنوات من الصراع.
ويتزامن إطلاق المنتدى مع تنامي الحاجة إلى رؤى بنَّاءة، تساعد في تهيئة الظروف لعدالة انتقالية حقيقية وفعّالة في مرحلة ما بعد النزاع لتحقيق سلام مستدام، حيث يعكس المنتدى رغبة المجتمع اليمني بكافة أطيافه وفئاته في التعامل مع إرث الانتهاكات التي وقعت خلال سنوات النزاع وما قبلها بطرق سليمة ومسؤولة، تسمح بإيجاد مسارات حقيقية لإنصاف الضحايا والانتقال نحو دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة المتساوية وسيادة القانون وصون الحقوق والحريات .
وأشارت مواطنة لحقوق الإنسان إلى أن المنتدى سيتألف من مجموعة متنوعة من الأعضاء، بمن فيهم مؤسسات مجتمع مدني وممثلات وممثلون عن مجموعات الضحايا، ومحاميات ومحامون، وصحفيات وصحفيون، وباحثات وباحثون، بالإضافة إلى قاضيات وقضاة، ويأتي ذلك في إطار مبادرة ذاتية طوعية من قبل المجتمع المدني اليمني، على نحوٍ يعكس التزام اليمنيات واليمنيين وعزمهم على تحقيق العدالة والتغيير المستدام.
ويعد إطلاق منتدى العدالة الانتقالية في هذا التوقيت الحساس، خطوة مهمة نحو اشراك المجتمع في التعبير عن تطلعاتهم واحتياجاتهم والاسهام في وضع الرؤى التي تلبيها ، على النحو الذي يمكّن من تفعيل دور المجتمع في وضع الحلول التي تضمن حقوق الضحايا والمجتمع ككل وتسهم في بناء مستقبل أكثر عدالةً وإنصافًا وتعايشًا وسلامًا للجميع.
يشار إلى أن منتدى العدالة الانتقالية يمثل مساحة تعاونية لتدارس الرؤى والأفكار المختلفة، ومناقشة المقترحات، وفهم المشكلات الجوهرية التي يعاني منها المجتمع اليمني وآليات معالجتها والتعامل معها، وبحث التجارب السابقة في مجالات العدالة الانتقالية للاسترشاد بها، وتحديد التحديات والمعوقات التي قد تواجه العدالة الانتقالية وسبل تذليلها وتجاوزها، وتقديم تصورات مشتركة تلبي تطلعات المجتمع بكافة أطيافه وفصائله وتسهم في تعزيز حقوق الإنسان وحرياته في المستقبل.