انتهاكات جسيمة ارتكبتها إسرائيل، طالت المرافقَ والطواقمَ الطبية في قطاع غزة

المرافق والطواقم الطبيّة ليست هدفًا

October 19, 2023

قالت مواطنة لحقوق الإنسان، إنّ هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، الدامية والمروعة، التي استهدفت المرافق والطواقم الطبية، وأدّت إلى تقويض خدمات الرعاية الصحية، بصورة ضاعفت من معاناة السكان المدنيين، وخفضت القدرة الاستيعابية والعلاجية للمرافق الصحية التي كان ينبغي أن توفر الخدمات الطبية للسكان المتضررين من النزاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى خلال تصاعد العمليات العسكرية، منذ يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، وتستدعي تحرُّكًا فوريًّا للمحكمة الجنائية الدولية.

وقالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: "إنّ الهجمات الإسرائيلية المروعة على المرافق والطواقم الطبية تستدعي تحرك المجتمع الدولي لوضع حدٍّ لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ولوقف شلال الدم المُراق بصلف في فلسطين"، وأضافت المتوكل: "إنّ الخسائر في الأرواح، وعدم القدرة على إجلاء الجرحى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة تؤكد الحاجة الملحة لإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، ومحاسبة قيادات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإذا لم يتحرك المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية الآن، فمتى سيتحركون إذن؟!".

 

وقد وثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 111 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك 48 هجومًا على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 12 من العاملين في المجال الصحي. وأشار البيان إلى أنّ 24 منشأة صحية في غزة تضررت منذ تصاعد العنف. كما وثقت منظمات أخرى 90 حادثًا، من بينها ما لا يقل عن 15 واقعة تعرضت فيها المرافق الصحية لأضرار جسيمة. 

وقد تعرض، في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، مستشفى الدرة للأطفال، للقصف بقذائف الفوسفور الأبيض التي أطلقتها القوات الإسرائيلية. وقد قام الأطباء بإخلاء المستشفى من الجرحى والمرضى. وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تضرر المستشفى الميداني الأردني جراء قصف القوات الإسرائيلية، مما تسبّب بتعطيل تقديم الرعاية الصحية للمتضررين. وفي مدينة رفح، تضرر مستشفى أبو يوسف النجار جراء الغارات الجوية الإسرائيلية، مما أدّى إلى خروجها عن الخدمة. إلى جانب، هجمة جوية إسرائيلية، استهدفت مستشفى القدس الذي تلجأ إليه مئات العائلات النازحة.

وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول، أدانت منظمة الصحة العالمية في بيان شديد اللهجة للهجوم الدامي على المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" شمال قطاع غزة، وأدّى الهجوم إلى خسائر في الأرواح، حيث قُتل في الهجوم ما لا يقل عن 500 فلسطينيّ، بمن في ذلك الجرحى والمرضى، والعاملون في مجال الرعاية الصحية، ومقدّمو الرعاية، والنازحون الذين لجَؤُوا إلى المستشفى، ومستشفى المعمداني واحد من 20 مستشفى، رفضت أوامر إخلاء صدرت من الجيش الإسرائيلي، في شمال قطاع غزة، لاستحالة تنفيذه.

إنّ استمرار تصاعد الأعمال العسكرية والتهديدات بشنّ مزيدٍ من الهجمات على قطاع غزة "المُحاصَرة"، يشكّل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. وقد تحولت المستشفيات والمرافق الصحية إلى مراكز إيواء للنازحين، بسبب عدم وجود أعيان مدنية آمنة يحتمون بها في ظل القصف العشوائي الإسرائيلي.

 

وقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكلٍ متعمد سيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي. وقُتِلَ 28 عاملًا في مجال الصحة، وأُصيب 23 آخرين بسبب الأسلحة المتفجرة التي تستخدمها القوات الإسرائيلية في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تم احتجاز ما لا يقل عن 24 عاملًا صحيًّا في الضفة الغربية أثناء استجابتهم لحالات الطوارئ الصحية.

وبالإضافة إلى الضغط الهائل على نظام الرعاية الصحية بسبب تزايد عدد جرحى الهجمات الإسرائيلية، الذي يعاني من نقص حادّ في الموارد والمستلزمات الطبية اللازمة؛ بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة طيلة السنوات الماضية، تُواصِل إسرائيل منع دخول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

تدعو مواطنة لحقوق الإنسان المجتمعَ الدولي إلى التحرك الفوري لحماية مرافق الرعاية الصحية والعاملين الطبيّين والجرحى والمرضى وفقًا للقانون الإنساني الدولي، ولوقف استهداف المستشفيات ومرافق وطواقم الرعاية الصحية، ووقف تقويض حق الفلسطينيّين الأساسي في الوصول الآمن إلى خدمات الرعاية الصحية، وإنهاء كافة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الإمدادات الطبيّة والمساعدات الإنسانيّة.