
عشرات القتلى والجرحى في استهداف مدرسة للنازحين تابعة للأونروا
قالت مواطنة لحقوق الإنسان، في بيان صادر عنها اليوم، إن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا تأوي نازحين فلسطينيين متسببة في مقتل وجرح العشرات من المدنيين الفلسطينيين بشكل عمدي، يعد جريمة حرب يضاف إلى قائمة جرائمها المشهودة بحق المدنيين الفلسطينيين، لتذكير العالم بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي مازالت ترتكب مذابح مروعة ضد الفلسطينيين بذات الوحشية التي بدأت بها حربها على قطاع غزة في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكدت مواطنة أن الهجوم الأخير الذي نفذته القوات الإسرائيلية على تجمع للنازحين بمنشأة مدنية تابعة للأونروا، ليس إلا واحدًا من سلسلة الهجمات التي طالت المدنيين الفلسطينيين الباحثين عن ملاذات آمنة في منشآت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على نحوٍ يدلل على استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في تحدي الضمير العالمي والغضب المُتصاعد المندد بجرائمها ضد الفلسطينيين.
يوم السبت 6 يوليو/ تموز، أسفر هجومٌ إسرائيلي عن مقتل 16 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 50 آخرين في مدرسة "الجاعوني" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تأوي نازحين في مخيم النصيرات وسط غزة، ليضاف هذا الهجوم إلى قائمة طويلة من الانتهاكات الإسرائيلية؛ تضم 190 منشأة من منشآت الأونروا، بعضها تعرض للقصف عدة مرات بشكل مباشر. ونتيجة لهذا النمط من الهجمات، قُتل 520 شخصًا وأُصيب ما يقرب من 1600 أثناء سعيهم للبحث عن الأمان.
وكانت الوكالة قد تعرضت لحملة إسرائيلية ودولية غير مسبوقة، حيث ادعت إسرائيل أن بعض موظفي الوكالة انضموا إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، وأن "حماس" تستخدم مقرات ومدارس الوكالة في أعمال قتالية، ما أدى الى إيقاف عدة دول مانحة تمويلها للوكالة بشكل مفاجئ بينها الولايات المتحدة، وألقى ذلك بتبعاته على أنشطة الوكالة التي تعد شريان حياة أكثر من 5.5 ملايين لاجئ فلسطيني.
قال عبد الرشيد الفقيه نائب رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان: "إن إسرائيل لا تتوقف عن اختلاق الذرائع لارتكاب المزيد من الانتهاكات المروعة بحق الفلسطينيين، وهي تتجاهل بشكل صارخ الحماية الخاصة للوكالات الإنسانية ومرافقها وموظفيها وعملياتها".
وأكد الفقيه: "أن هذا القتل المنفلت يضع إسرائيل ومسؤوليها مباشرةً في مواجهة مستقبلية مع منظومة العدالة والمساءلة الدولية". مُبيّنًا "أن دعوة وزارة الخارجية الأميركية إسرائيل إلى (الشفافية) عقب ذلك الهجوم المروع، تمثل أُنموذجًا للمواقف الباهتة التي تشجع إسرائيل على مواصلة جرائمها الخطيرة ضد الفلسطينيين، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الداعمة لإسرائيل وجرائمها، عوضاً عن قيامها بواجبها الأخلاقي والقانوني والسياسي بالتحرك الجاد لإيقاف تلك الجرائم المروعة".
قال فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا: "لقد طفح الكيل، إن ما لا يقل عن 193 من موظفي الوكالة قتلوا في غزة، وتعرض ما يقارب 190 مبنى للأونروا للأضرار أو للتدمير، كما تعرضت مدارس الوكالة للهدم، وقُتل ما لا يقل عن 500 نازح أثناء إيوائهم في مدارس الأونروا وغيرها من المباني. ومنذ السابع من أكتوبر قامت القوات الإسرائيلية باعتقال موظفي الأونروا في غزة، وقد أفادوا بتعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة أثناء احتجازهم في قطاع غزة أو في إسرائيل".
من جانبها، أكدت مديرة الاتصالات في وكالة "الأونروا"، جولييت توما: "قتل المئات من النساء والأطفال الذين كانوا يحتمون في مرافق (الأونروا) منذ بداية الحرب.
ودعت مواطنة المجتمع الدولي الى القيام بدوره في منع تكرار مثل هذه الجرائم ومحاسبة المتورطين، وإيقاف المعاناة الرهيبة للسكان في غزة. وجددت مواطنة دعوة المُجتمع الدولي، والحكومات، والأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وحركة حقوق الإنسان، في مختلف أنحاء العالم، إلى مساندة جهود مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في جهود ملاحقة المسؤولين عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المُرتكَبة في نطاق ولاية المحكمة النافذة على دولة فلسطين، منذ 2 أبريل/ نيسان 2015.